الجرب - أو كما یطلق علیھ طبیاً العرّة - ھو مرض جلدي معدٍ یصیب البشر وینتج عن القارمات الجربیة. یبلغ طول القارمات الجربیة 0.3 إلى 0.5 ملم فقط ویمكن رؤیتھا بالكاد بالعین المجردة. وتستقر ھذه القارمة في الطبقة العلیا لجلد الإنسان، حیث تضع الأنثى یومیاً طوال فترة حیاتھا التي تتراوح بین أربعة إلى ثمانیة أسابیع العدید من البیوض، وتتسبب إفرازات القارمة بعد بعض الوقت في تھیج الجلد، ویمكنھا العیش مع الإنسان بشكلٍ خاص في محیط ضیق، ومن ثم یمكنھا الانتشار. ولذا فقد یصل الأمر إلى الإصابة بعدة أمراض، ولا سیما في المنشآت الجماعیة أو جھات العنایة والرعایة الصحیة.
تنتشر القارمات الجربیة من الإنسان إلى الإنسان على وجھ الخصوص في مواقع الاحتكاك الجلدي المستمر لفترة طویلة نسبیاً، على سبیل المثال في الألعاب الجماعیة وعند العناق والمداعبة وعند المساعدة في برامج العنایة بالجسم والنوم في السریر أو عند ممارسة الجنس. المصافحة بالأیدي لفترة قصیرة أو الاحتضان لفترة قصیرة لا تؤدي في العادة إلى نقل العدوى. في حالات عدوى الجرب البالغة التي یصاحبھا تكون قشرة متینة، المعروفة باسم الجرب البثري (الجرب النرویجي)، یكون عدد القارمات الجربیة على الجلد كبیر للغایة إلى الحد الذي تصبح معھ ملامسة الجلد لفترة قصیرة سبباً لنقل العدوى.
تستطیع القارمات الجربیة البقاء على قید الحیاة خارج المضیف لیومین آخرین تقریباً في الملابس أو ملاءات الأسرة. ولكن یندر أن تنتقل العدوى من خلال ملاءات الأسرّة أو الأغطیة أو الوسائد أو الملابس مما یستخدم بین أكثر من شخص. أما في حالات الإصابة بالجرب البثري فیمكن أن تنتقل العدوى من خلال ھذه الوسائط جراء زیادة أعداد القارمات الجربیة.
احتراق الجلد والحكة، الأمر الذي یظھر بشدة مع دفء السریر، تمثل في أغلب الأحوال الأعراض الأولى للجرب. ویمكن أن تنتشر الحكة حتى في مناطق الجلد التي لم تصب مباشرة بالقارمات الجربیة. وعلى وجھ الخصوص تصاب بالمرض المناطق البینیة في نطاق أصابع الید والقدم ومفاصل الید وكعب القدم والكتف والكوع والحلمات والمناطق التناسلیة. أما بالنسبة للرضع والأطفال الصغار فیمكن أن تصاب بالمرض الرأس المشعرة والوجھ ومناطق الأیدي والقدمین.
الصورة النمطیة للإصابة ھي ظھور خطوط دقیقة داكنة وغیر منتظمة في الجلد، غیر أنھا یصعب رؤیتھا بالعین المجردة. وھي تناسب مداخل القارمات في الجلد. وبعد بعض الوقت یستجیب الجلد بتكون انتفاخات صغیرة إبریة وظھور بثرات أو عقد محمرة. وبالإضافة إلى ذلك یمكن أن تلتھب المناطق المصابة بجروح جراء الھرش الناتج عن الحكة. وعند الإصابة لفترة طویلة نسبیاً فیمكن أن یتطور الأمر ویتسع نطاق الجلد الحساس المثیر للحكة فیما یمثل إحدى صور الاستجابة لخروج القارمات من الجلد.
مع الأشخاص ضعفاء الجھاز المناعي على وجھ الخصوص یمكن أن یصل الأمر إلى صورة معدیة للغایة من الجرب البثري. مع الأشخاص ضعفاء الجھاز المناعي على وجھ الخصوص یمكن أن یصل الأمر إلى صورة معدیة للغایة من الجرب البثري.
عند الإصابة بالعدوى للمرة الأولى لا تظھر الآلام إلا بعد فترة تتراوح من أسبوعین إلى خمسة أسابیع، وعند الإصابة مرة أخرى، تظھر الأعراض بعد یوم أو أربعة أیام. یظل الجرب مرضً ا معدیا، حتى قبل ظھور علامات المرض على المصاب، طالما أن الجلد لا یزال یحمل قارمات جربیة. ومع المرضى الذین یمارسون إجراءات مكثفة للعنایة بالجسم ویستخدمون مواد تجمیل، فیمكن أن تكون التغیرات الجلدیة قلیلة للغایة وتظل الإصابة بالقارمات غیر ملحوظة لفترة طویلة. وإذا ما تم ترك الجرب دون علاج ففي أغلب الأحوال یصبح الجرب مرضًا مزمناً.
الجرب مرض منتشر في جمیع أنحاء العالم ویصیب الأفراد في جمیع فئاتھم العمریة. وفي أغلب الأحوال یصاب بھ الأطفال وكبار السن المحتاجین للرعایة والأفراد ضعفاء المناعة في منطقة وسط أوروبا.
تتجمع الأمراض نمطیاً في المنشآت الجماعیة، مثل ریاض الأطفال أو دور الرعایة. وھناك یكون فریق الرعایة والعنایة على وجھ الخصوص مھددًا بالإصابة بالعدوى.
مكتب الصحة القریب منكم یقدم لكم المعلومات والمشورة. تتوفر في مكاتب الصحة أحدث المعلومات حول المرض وخبرات كبیرة في التعامل معھ.
لمزید من المعلومات (المتخصصة)، یمكنكم الإطلاع أیضا على الموقع الإلكتروني لمعھد روبرت كوخ (www.rki.de/skabies).
لمزید من المعلومات عن الوقایة من المرض، یرُجى الإطلاع على صفحات المركز الاتحادي للتوعیة الصحیة على الإنترنت (www.infektionsschutz.de).