حُمَّى الضَّنك مرضٌ يُحمَل عبر النواقل، ويُسببه فيروسُ حُمَّى الضَّنك. تنتقل الفيروساتُ إلى البشر عن طريق بعوض الزاعجة. وينتشر هذا البعوض بشكلٍ خاص في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وتُعد حُمَّى الضَّنك أحد أكثر أسباب الحمى شيوعًا لدى الأشخاص العائدين من السفر من بقاعٍ نائية من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
تنتقل فيروسات حُمَّى الضَّنك إلى البشر بالأساس من خلال لدغة بعوضة النمر المصرية (الزاعجة المصرية). تظهر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، ومنها على سبيل المثال أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وجنوبيّ شرق آسيا وأجزاءٍ من إفريقيا. ويمكن للبعوض أن يلدغ في أيِّ وقتٍ من اليوم، إلا أنه ينشط بشكلٍ رئيسيّ خلال النهار ويلدغ غالبًا في الصباح الباكر وفي المساء في أثناء الشفق. ويزداد خطرُ انتقال العدوى على وجه الخصوص خلال موسم الأمطار.
وثمة نوعٌ فرعيٌّ آخر من بعوضة الزاعجة، بعوضة النمر الآسيوية (Aedes albopictus) ، يظهر كذلك في الجزء الجنوبيّ من أوروبا. كان فيروس حُمَّى الضَّنك ينتقل هناك على فتراتٍ متفرقة في الماضي.
ولا يحدث عادةً انتقالٌ مباشر من شخصٍ إلى آخر.
لا يُسبب فيروس حُمَّى الضَّنك، في معظم الحالات، أيَّ أعراضٍ على الإطلاق أو لا تكون سوى شكاوى خفيفة، تهدأ بعد بضعة أيام إلى أسبوع. ويمكن أن يتزامن ظهورُ حُمَّى الضَّنك التقليدية في البداية مع أعراضٍ تشبه أعراض الإنفلونزا. وتتراوح الأعراضُ المعتادة في البداية بين الحمى حتى 40 درجة مئوية والقشعريرة والصداع. وتُستشَعر آلامُ الرأس غالبًا في صورة شعور قوي بالضغط خلف العينين. تُضاف إلى ما سبق آلامٌ واضحةٌ في العضلات والمفاصل، ولهذا السبب تُعرف حُمَّى الضَّنك أيضًا باسم «حمى كسر العظام». وقد يظهر كذلك طفحٌ جلديٌّ مع بقع حمراء صغيرة شاحبة على الجسم. وقد تتورَّم الغددُ اللمفاوية. وتستغرق أعراضُ حُمَّى الضَّنك الكلاسيكية في غالب الأحيان عدةَ أسابيع حتى تهدأ تمامًا.
قد تتعرَّض نسبةٌ ضئيلةٌ جدًا من المصابين بالمرض لشكلٍ حادٍ من حُمَّى الضَّنك. ويكون الأطفال والأشخاص، الذين أُصيبوا بالفعل بعدوى حُمَّى الضَّنك، مُعرَّضين للخطر بشكلٍ خاص.
يكون الشكلُ الحادُ مصحوبًا بأعراضٍ أخرى، مثل آلام البطن الحادة والقيء وضيق التنفس واضطرابات فقدان الوعي. وتحدث عادةً في سياق المرض اضطرابات تخثُّر الدم. ويمكن أن تتراوح الدلائلُ على ذلك من نزيفٍ صغيرٍ ونُقطيّ على الجلد إلى نزيف الأنف والنزيف الداخلي.
يمكن أن يؤدِّي الشكلُ الحاد من حُمَّى الضَّنك إلى فشل الدورة الدموية وفشل الأعضاء. إذا اُكتشِفت حُمَّى الضَّنك وعُولجِت في وقتٍ مبكر، يستقر معدل الوفيات عند أقل من 1 في المائة. في ألمانيا، تُعد الأشكالُ الحادة من المرض والوفيات الناجمة عن حُمَّى الضَّنك نادرةً للغاية.
يستغرق ظهورُ الأعراض الأولى في المعتاد من 4 إلى 7 أيام من الإصابة بالعدوى. وفي أحيانٍ أقل، تظهر الأعراضً بعد 3 أيامٍ أو لا تظهر إلا بعد ما يصل إلى 14 يومًا. لا يستطيع المرضى نقلَ الفيروس إلى أشخاصٍ آخرين بأنفسهم. لذلك فهم لا ينقلون العدوى إلى أشخاصٍ آخرين، إلا في حالة الإصابة بالوخز بالإبرة، على سبيل المثال.
ومع ذلك، إذا تعرَّض الشخصُ المصاب للدغة بعوضة الزاعجة، يمكن أن ينتقل الفيروس إلى البعوضة. ويمكن لهذه البعوضة بعد ذلك أن تنقل العدوى إلى أشخاصٍ آخرين من خلال لدغة.
يمكن أن يُصاب بفيروس حُمَّى الضَّنك، على وجه الخصوص، الأشخاصُ الذين يقيمون في المناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية. ينسحب ذلك في ألمانيا بشكلٍ رئيسيّ على الأشخاص المسافرين إلى أمريكا الوسطى أو أمريكا الجنوبية أو جنوب شرقيّ آسيا أو أجزاءٍ من إفريقيا. وفي أجزاءٍ من جنوبيّ أوروبا، لا يكون انتقالُ العدوى إلا في حالاتٍ متفرقة ومتباعدة مقارنةً بالمناطق الأخرى المذكورة. وتتعرَّض مجموعاتٌ مُعيَّنة من الأشخاص لخطر متزايد للإصابة بحُمَّى الضَّنك الحادة:
ليس ثمة علاجٌ مُحدَّد لحُمَّى الضَّنك. ولا يمكن في حالة الإصابة بالمرض سوى علاج الأعراض، على سبيل المثال، باستخدام خوافض الحرارة. ويجب في حالة الألم عدم تناول مُسكنّات ألم مُعيَّنة) الإيبوبروفين وحمض أسيتيل الساليسيليك (بسبب زيادة خطر النزيف. لذلك، تحدّث مع طبيبك في هذا الشأن قبل تناول أي دواء. ويجب علاج الحالات الحادة من حُمَّى الضَّنك في المستشفى.
تتمثَّل أفضل طريقة لحماية نفسك من حُمَّى الضَّنك في تأمين نفسك من لدغات البعوض عند السفر. تُعد التدابير التالية مناسبة لذلك:
يتوفر لقاح كدينغا (Qdenga) ضد حُمَّى الضَّنك منذ ربيع عام 2023. وقد أصدرت اللجنة الدائمة للتطعيم (STIKO) توصيةً بهذا اللقاح في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. وتوصي اللجنة الدائمة للتطعيم (STIKO) بالتطعيم فقط للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 4 سنوات فما فوق ممن ثبتت إصابتهم بفيروس حُمَّى الضَّنك (أي أن هناك تأكيدًا معمليًا للإصابة بفيروسات حُمَّى الضَّنك (والذين
يجب أن يتم التطعيم بعد 6 أشهر على أقرب تقدير من الإصابة المثبتة معمليًا بفيروس حُمَّى الضَّنك. من الضروري أخذ جرعتين من اللقاح يفصل بينهما 3 أشهر على الأقل لتحقيق تحصينٍ كافٍ.
تسد ي لك دائرةُُ الصحة المحلية المختصة المشورة وتُُقدم لك المعلوما ت اللازمة. وبما أن الإبلاغ عن الإصابة بحُُمَّّى الضَّّنك أمرٌٌ إجبار يّّ، تتوفر في دائرة الصحة خبرةٌٌ في التعامل مع هذا المرض ولديها الكثير من المعلوما ت المتعلقة به.
يمكن العثور على مزيدٍ من المعلومات المتخصصة على الموقع الإلكتروني لمعهد روبرت كوخ (RKI) على www.rki.de/dengue.
يمكن العثور على إجاباتٍ عن الأسئلة المتكررة، خاصةً حول التطعيم هنا: https://www.rki.de/SharedDocs/FAQ/Dengue/FAQ-Liste.html?nn=2397556.
يمكنك العثور على معلوماتٍ متخصصة عن توصيات اللجنة الدائمة للتطعيم بشأن التطعيم ضد حُمَّى الضَّنك في الرابط الإلكتروني: https://www.rki.de/DE/Content/Infekt/EpidBull/Archiv/2023/Ausgaben/48_23.pdf?__blob=publicationFile.
يمكن للمسافرين معرفة ما إذا كانت وجهتهم في الخارج هي إحدى المناطق التي ينتشر فيها فيروس حُمَّى الضَّنك في إرشادات السفر والسلامة الصادرة عن وزارة الخارجية الألمانية: www.auswaertiges-amt.de.
ستجد على الموقع الإلكتروني لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها خريطةً للعالم تتضمن مناطق انتشار فيروس حُمَّى الضَّنك باللغة الإنجليزي: https://www.cdc.gov/dengue/areas-with-risk.