جدري الما ء هو مرض شديد العدوى، ينتقل من خلال فيروس جدري الماء النطاق ي وينتش ر على مستوى العالم أجمع. وعادة ما تحدث العدوى في مرحلة الطفولة وتتجلى أعراضها في الحمى والطفح الجلدي،؛ وما أن يتغلب الإنسان على المرض، تظل الفيروسات خامدة في الجسم، ولكن قد تصبح
نشطة مرة أخرى بعد مرور سنوات من الشفاء، ويتولد عنها مرض الحزام النار ي الذي يؤدي إلى تكون طفح جلدي قد تصاحبه آلام شديدة. وبفضل المطاعيم، أصبحت معدلات الإصابة بجدري الماء أقل بكثير في ألمانيا، ولكن ما يزال من أكثر الأمراض المعدية شيوعا التي يمكن تجنبه ا عن طريق المطاعيم .
من إنسا ن لإنسا ن
يمكن أن ينتقل فيرو س جدري الما ء عبر مسافات كبيرة من خلال الريح، فيدخل إلى الجسم عن طريق استنشاق قطرات اللعاب الصغيرة المحملة بهذا الفيروس التي ينشرها المرضى في الهواء عند التنفس أو السعال أو العطاس أو التحدث، ما يعني أن اتصال شخص غير محمي مع آخر مصاب بجدري الماء يؤدي إلى العدوى بالمرض فورا. ويعد السائل المجمع داخل الفقاعات على الجلد أكثر خطرا للإصابة بالعدوى إذا انفجرت هذه الفقاعات وخرج السائل منها؛ وهو ما يعني أن تنتقل الفيروسات إلى اليدين عند خدش الطفح أو القشور ثم تنتقل من يد إلى أخرى، ثم تنتقل بسهولة من الأيدي إلى الأغشية المخاطية في الفم أو الأنف .
وبخلاف جدري الماء، لا ينتقل مرض الحزام النار ي عن طريق ملامسة مرضى جدري الماء أو حتى الحزام الناري، ولكن يظهر بسبب إيقاظ الفيروسات الخامدة في الجسم. ويعد هذا المرض أقل عدوى من جدري الماء؛ إذ لا تنتقل فيروسات هذا المرض عن طريق استنشاق قطر ات اللعاب الصغيرة المنتشرة في الهواء عند التنفس أو السعال أو العطاس أو التحدث، بل عبر السائل الخارج من الفقاعات في منطقة الحزام الناري ؛ وبالتالي فإن ملامسة هذا السائل، خاصة باليدين، هو العامل الأساسي لانتقال هذا المرض. ومن لم يتعرض للإصابة بمرض جدري الماء ولم يتلق التطعيمات اللازمة، قد يصاب بفيروس جدري الماء النطاق ي ويصاب بمرض جدري الماء أولا .
عبر الأغراض الملوث ة
قد تحدث العدوى بطرق أخرى غير الجسد، وحينها تظل الفيروسات معدية لبضع ساعات أو أيام، حيث يمكن الإصابة بالعدوى مثلا من خلال م لامسة مقابض الأبواب أو الدربزين أو صنابير المياه أو الألعاب المحملة بالفيروس .
الأجنة والموالي د
نادرا ما ينتقل الفيروس إلى الأجنة في بطون أمهاتهم عبر مجرى الدم خلال الحمل، وقد ينتقل إذا كانت الأم تعاني من مرض جدري الم اء في الأشهر الستة الأولى من الحمل، وإذا تعرض ت الأم للإصابة بمرض جدري الماء قبل الولادة أو بعدها بفترة وجيزة، فقد يتعرض الجنين عندئذ لخطر الإصابة بالعدوى بنسبة كبير ة . أما إذا كانت الأم مصابة بمرض الحزام الناري، فلن يشكل ذلك خطرا على الجنين .
جدري الما ء
يشعر المرضى بآلام خفي فة تستمر يوما إلى يومين، ويحتمل أن يتعرضوا للحمى، ثم يظهر الطفح الجلدي المعتاد، ويمكن في حالات نادرة أن تتجاوز درجة حرارة الجسم 39 درجة مئوية بفعل الحمى. ولاحقا، ينتقل الطفح الجلدي شديد الحكة من الرأس إلى باقي الجسم. وسريعا ما تتكون فقاعات مليئة بالسوا ئل، وتصيب أماكن عديدة منها الأغشية المخاطية والأعضاء التناسلية وفروة الرأس، ثم تجف وتتحول إلى قشور. ويظهر عادة الطفح الجلدي بكافة مراحله في الوقت نفسه. ورغم أن الجسم يشفى غالبا من هذه الفقاعات بعد 3 إلى 5 أيام تلقائيا، إلا أن خدشها بقوة أو وجود بكتيريا إضافية في الجلد قد يولد ندوبا تظل حتى بعد الشفاء من المرض، وغالبا ما تكون حالات الإصابة شديدة خاصة لدى الأجنة أو الأشخ اص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، ولكن يحتمل أن تكون الإصابة شديدة أيضا لدى الأشخاص الأصحاء .
المضاعفات المحتمل ة
خلال فترة الحم ل
الحزام النار ي
عادة ما تظهر فقاعات مليئة بسوائل، فتحمر وتتورم وتصاحبها آلام، وتقتصر غالبا على جزء من الجلد من منتصف الجسم، وتظهر عادة عل ى شكل حزام على الجذع، ونادرا ما تتكون في الرأس أو الرقبة. وبعد مرور أسبوع إلى أسبوعين تتعافى هذه الفقاعات وينتج عنها قشور، وتسكن الآلام عادة، ويختفي الطفح الجلدي في آن واحد. ولكن، قد تظل هذه الآلام موجودة حتى بعد الشفاء من الطفح الجلدي، وقد تمتد لسنوات. وتتمثل مضا عفاته المحتملة النادرة في التهابات بالجهاز العصبي أو الدماغ .
يظهر مرض جدري الما ء بعد مرور 8 أيام إلى 4 أسابيع من العدوى، ولا يتجاوز غالبا حاجز الأسبوعين. وتكون العدوى قبل ظهور الطفح الجلدي بيوم أو يومين. و ينتهي خطر العدوى بعد تحول جميع الفقاعات إلى قشور (عادة بعد 5 إلى 7 أيام من ظهور الطفح الجلدي). أما بالنسبة للحزام النار ي، فينتهي خطر العدوى منه بعد تحول جميع الفقاعات إلى قشور .
يتعرض الإنسان عادة لجدري الما ء في مراحل الطفولة المبكرة، خصوصا أطفال الحضانة والمدارس حتى عمر 10 سنوات؛ وقد يتعرض الشباب والبالغون غير المحصنين من المرض للإصابة به أيضا، وتكون هذه الإصابة أشد قوة وألما غالبا. وأما من يتجاوز محنة هذا المرض، في ظل محصنا منه باقي حياته عادة، ولكن قد يتعرض من أصيب بجدري الماء وتعافى منه للإصابة بالحزام الناري. وتكون أغلب حالات الإصابة بالحزام النار ي لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 50 عاما أو أولئك الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
التطعيم ضد جدري الما ء
توصي لجنة التطعيم الدائمة (STIKO) بتلقي التطعيمات اللازمة ضد جدري الماء .
يمكن للأشخاص الذين تعاملوا مع المصابين بجدري الماء ولم يكونوا محصنين من ه تلقي التطعيمات اللازمة لاحقا في ظل ظروف خاصة. وفي هذه الحالة يمكن التوجه إلى دائرة الصحة المحلية المختصة لتلقي معلومات أكثر تفصيلا .
التطعيم ضد الحزام النار ي
توصي لج نة التطعيم الدائمة (STIKO) بالحصول على المطاعيم اللازمة ضد الحزام الناري :
يتم التطعيم على جرعتين تتراوح الفترة بين كل جرعة وأخرى شهرين ولا تتجاوز 6 أشهر .
تقدم لك دائرة الصحة المحلية المختصة المشورة ال لازمة. وبما أن الإبلاغ عن الإصابة بمرض جدري الماء أمر إجباري، تتوفر في دائرة الصح ة خبرة كبيرة في التعامل مع هذا المرض ولديها الكثير من المعلومات المتعلقة به. يمكنك الحصول على مزيد من المعلومات (المتخصصة) على شبكة الإنترن ت عبر صفحات معهد Robert Koch-Institutes من خلال الرابط (www.rki.de/varizellen).
كما يمكن الحصول على مزيد من المعلوما ت حول طرق الوقاية من العدوى عبر صفحات مرك ز Bundeszentrale für gesundheitliche Aufklärung من خلال الرابط (www.impfen-info.de).